لقد كان الشيخ مرزوق بن حمدان ابن مسعد شخصية بارزة في تاريخ قبيلة الدلابحة، فقد وُلد في العام 1324 هـ وتعلم القراءة والكتابة في مدارس الكتاتيب حيث حفظ القرآن الكريم بتفان وإخلاص. أسهم الشيخ مرزوق بشكل فاعل في فترة توحيد المملكة العربية السعودية في الطائف ومكة المكرمة والليث ورابغ. وقد شهدت رابغ أحداثًا مؤسفة راح ضحيتها أخيه محيا، إذ قُتل في الاشتباكات التي وقعت بها، حيث كان بجانب اخيه رحمهم الله. عُين الشيخ مرزوق وكيلًا لأخيه الشيخ خاتم بن حمدان ابن مسعد في الإمارة، وظل يخدم في هذا المنصب حتى انتقل من القرين وأسس بلدة عين البراحة في عام 1374 هـ. وبفضل جهوده المتواصلة، تم إنشاء مركز عين البراحة كإدارة حكومية في عام 1400 هـ، وعُين الشيخ مرزوق أميرًا للمركز، مما أكد على دوره القيادي والإداري في المركز.تُوفي الشيخ مرزوق في عين البراحة في يوم الجمعة الموافق 20 / 4 / 1413 هـ، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا وذكرى عطرة. كان يُلقب بـ "صبي التوحيد"، وكان يعتز به ويقول بفخر: "أنا أخو من طاع الله".عُرف بتدينه الشديد وكرمه الواسع وحسن خلقه، حيث كان من ديدنه الكرم لدرجة أن من يرافقونه في السفر لا يدفعون شيئًا في رحلتهم، ما جعل منه قدوة حسنة وأحد رموز الجود والسخاء في القبيلة. كان له من الأبناء: صقر، محمد، غالب، نايف، بدر، الذين تابعوا مشوار والدهم وحافظوا على موروث الأسرة العريق في خدمة القبيلة والحفاظ على التقاليد النبيلة التي تربوا عليها. إن حياة الشيخ مرزوق بن حمدان ابن مسعد تجسّد مثالًا للقيادة والإخلاص وحب الوطن، وستظل ذكراه محفورة في الأذهان كأحد الرجال الذين خدموا القبيلة ومجتمعهم.
بدر بن مرزوق بن حمدان ابن مسعد
تعليقات
إرسال تعليق